أعلام السنة المنشورة (2)
{بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمجتمعين.
قال المصنف -رحمه الله تعالى: (ما دليل اشتراط المحبة من الكتاب والسنة؟
الجواب: قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ
عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾
[المائدة:54]، وقال النبي ﷺ: «ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجَدَ حلاوَةَ الإيمانِ: أنْ
يكونَ اللهُ ورسولُهُ أحبُّ إليه مِمَّا سِواهُما، وأنْ يُحِبَّ المرْءَ لا
يُحبُّهُ إلَّا للهِ، وأنْ يَكْرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ بعدَ إذْ أنقذَهُ اللهُ
مِنْهُ؛ كَما يَكرَهُ أنْ يُلْقى في النارِ»[1])}.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آلة وأصحابه
أجمعين. أمَّا بعد، فأسأل الله -جل وعلا- أن يبلغنا وإياكم الخير والهدى، وأن يُعنا
على البر والتقوى، وأن يجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، وأن يحفظنا ويحفظ
جميع المسلمين، وأن يغفر لنا ولوالدينا وأحبابنا والمسلمين.
أيها الإخوة، أيها الطلاب، لا يزال الحديث موصولا فيما ذكره المؤلف -رحمه الله
تعالى- من شروط "لا إله إلا الله"، وهو في ذكر الشرط الأخير وهو المحبة، فذكر
دليلها، ومن أين أُخِذُ اعتبارها واعتمادها أو اشتراطها؟ فذلك قول الله -جل وعلا-:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ
يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة:54]، والحديث في
هذا الذي في الصحيح من أعظم الأحاديث دلالة على المحبة، من حيث كونها عبادة لله -جل
وعلا- من العبادات القلبية، وتُبنى المحبة على محبة الله -جل وعلا-، فلم يؤمن بالله
من لم يحب الله -جل وعلا-، ولو علم أنه هو الخالق الرازق، ولو توجه إليه بالعبادة
والصلاة والصيام؛ لأنه كما تقدم ذكره أنَّ العبادة قطب راحاها وشرطها الأتم هو محبة
الله -جل وعلا-، فالمحبة داخلة في العبادة، ولذا كانت محبة الله -جل وعلا- مما لا
يتم الإيمان إلا به، ولا يتصور أنَّ مسلمًا يؤمن بالله واليوم الآخر وهو لا يحب
الله -جل وعلا-.
ومحبة رسوله ﷺ مكملة لمحبته، إذ هو الطريق إلى الإيمان به، وإظهار توحيده، وتبليغ
رسالته، وتلاوة كتابه، وما تبع ذلك من تكميل شريعته، فأنَّى لمسلم يؤمن بالله وهو
لا يحب الله -جل وعلا-، فإنه لم يتأت له الإيمان بالله إلا بما علم عن رسول الله ﷺ،
وما جاء في السنة والأحاديث، فكان هو الطريق إلى العلم بالله، وهو الواسطة الذي
أرسله الله -جل وعلا- بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله، وسراجًا منيرًا، وخاتمًا
للرسل، وناسخًا لجميع الديانات، وحاكمًا على من يأتي من الأمم ليتبعوه ويهتدوا به.
فتأتَّى من ذلك كله أن محبة رسول الله ﷺ أصل في الإيمان، لازمة في الإسلام، لا
يتأتى للعبد تحقيق "لا إله إلا الله" إلا بها.
ولذلك جاء في حديث عمر لَمَّا ذكر أنَّه أحبَّ إليه من كل شيء إلا من نفسه، قال:
«لَا، والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِن نَفْسِكَ»[2]،
فكان ذلك جليًا في أن محبة الله -جل وعلا- ومحبة رسوله ﷺ هي جزء الإيمان، ولا يتأتى
إلا به، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومقتضى ذلك محبة أهل الإيمان،
فإنه لا يتصور أنَّ أحدًا يُؤمن بالله ويؤمن برسوله، ثم لا يحب أهل دينه، وأتباعه
على ملته، والمناصرين له على شرعته، فإنَّ ذلك لا يتأتى البتة.
إذًا المحبة لله -جل وعلا- أصلٌ في تحقيق "لا إله إلا الله"، ومقتضاها محبة رسول
الله ﷺ، وأثرها محبة أهل الإيمان.
{قال -رحمه الله-: (ما دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله؟
الجواب قال الله -عز وجل-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ
يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ [المائدة:51] إلى قوله: ﴿إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ [المائدة:55] إلى آخر
الآيات، وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ
وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ﴾
[التوبة:23] الآيتين، وقال تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [المجادلة:22]
الآية، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي
وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ﴾ [الممتحنة:1] إلى آخر السورة، وغير ذلك من الآيات)}.
هذا مكمل للمحبة التي ذكرها المؤلف -رحمه الله تعالى- في شروط "لا إله إلا الله"؛
فإنه قال: (المحبة لها ولأهلها، والموالاة والمعاداة لأجلها)، فالموالاة أصل في
الإيمان والتوحيد، فإنَّ المؤمن يوالي أهل دينه، كما جاءت بذلك الآيات في كتاب الله
-جل وعلا-، وفي سنة نبيه ﷺ، ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ
أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح:29]، والذي وسع رسول
الله ﷺ أصحابه يسعى أهل الإيمان لا يسعهم سواه، فإذا لم يكن أهل الإيمان كما كان
النبي ﷺ وأصحابه محبة واتباعًا وموالاة وولاء، فإن ذلك لا يتأتى به الإيمان، ولأجل
ذلك كان هذا من مُقتضيات "لا إله إلا الله".
وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾
[المائدة:55]، وهذا دلالة على الحصر، والمقصود هنا: الولاية في الديانة، ولا يمنع
ذلك أن يكون للإنسان ولاء لعصبته، أو لصحبته، أو لأهل بلده، أو لقبيلته، ولكن كل
هذه الولايات تتلاشى وتنتهي عند ولاية أهل الإيمان، فإذا تعارضت معها فالاعتبار في
ولاية الإيمان وأهله، وإذا ناقضتها كان على المرء أن يتبرأ من كل شيء سوى ذلك، إلا
الولاية لله ولرسوله ولأهل دينه، ولذلك قال الله -جل وعلا-: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ ولو كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ
عَشِيرَتَهُمْ﴾ [المجادلة:22]، ولا يعني ذلك أن يكون للإنسان ميلٌ إلى زوجٍ أو إلى
جارٍ أو إلى شريك تجارة، أو إلى صديق، أو إلى أخ في النسب على غير ملة أهل الإسلام،
فإن تلك محبة طبيعية، وحق شرعه الله -جل وعلا- من الإحسان والوصل، ونحو ذلك.
لكن المقصود بالولاية لأهل الإيمان أن يحب أهل الإيمان لأجل دينهم واعتقادهم، وأن
ينصرهم على ذلك، يعني: على الدين والتوحيد والملة، فيتناصرون على هذه الكلمة،
ويجتمعون عليها، ولا يقدم على ذلك شيئًا، وما يكون من محبة أو ما يقع في قلب العبد،
من ميل سوى ذلك، فإن هذا مما تدعوه الطبيعة، وتفرضه بعض أنواع الصلات، كشراكة أو
إحسان من صاحب أو صديق سابق كافر، من وثني أو كتابي أو سواه، فيرد المعروف، ويحفظ
الود، ويقام بالحق، ولكن الولاية لأجل الدين إنما هي ولاية أهل الإيمان، فمع محبتك
لزوجتك الكتابية، أو صلتك لأخيك النسبي إذا لم يكن مسلما، أو ما يكون من أنس بجار
غير مسلم، أو ما يكون من وفاء لشريك كتابي أو سواه؛ فإنَّ ذلك بما بينكما من صلة،
ولكن لا يحب لِمَا فيه من الإشراك بالله، أو كراهيته لـ "لا إله إلا الله"، أو
للإيمان بالله، أو لرسول الله محمد ﷺ، ولملته وأتباعه على دينه.
وهذه المسألة هي مسألة الموالاة والمعاداة هي واضحة جلية في أصل معناها، ولكن
شَغَّبَ فيها مشغبون كثير، فجعلوا من كل ما يكون من صلة أو اعتبار تعامل مع الكفار
نوع موالاة، استدعوا بذلك الظلم والعدوان، وربما التكفير لأهل الإسلام، وربما
استباحة الدماء، الذي هو أثر ذلك، فوقعوا في مذلة قدم عظيمة، وبليات كبيرة، فليتنبه
لذلك، فإن حصول شيء من هذه الأمور لا يعني حصول الشرك، أو تحققه في نفسه، أو حتى مع
تحققه في هذا، فإن إلحاق وصف الكفر بشخص، وترتيب آثاره عليه مع وجوده منه، لا يتأت
إلا باجتماع الشروط وانتفاء الموانع، فربما وجدت شبهة، وربما حصل ذلك بسبب جهل،
وربما كان ذلك بغير قصد، أو لغير ذلك من الأمور.
كانت طريقة أهل السنة والجماعة في العلم بالموالاة واضح، وهو ولاء لأهل الإيمان،
وكره لأهل الكفر بالله -جل وعلا-، وعباد الصلبان والأوثان، بما فيهم مِنْ كُفر،
وبما ظَهَرَ فيهم من إعراض، وبما جرى منهم من جحود لكتاب الله -جَلَّ وعلا- وسنة
رسوله ﷺ، ولكن لم يمنع ذلك من أداء الحقوق، والوفاء بالوعود، وحسن الوفاء باعتبار
جوار، أو أمان، أو معاملة، أو سواها، أو زوجية، أو قرابة نسب، أو تعامل مالي، فإن
ذلك لم يزل في أصل الإسلام من أول وهلة إلى يومنا هذا.
ولا يتأتى قيام لهذه الدنيا واستقامة لها، إلا بتنظيم هذه العلاقات، وضبطها ومعرفة
حدودها، وإن أهل الإسلام لا يبخسون الناس حقوقهم، ولا يمنعونهم من أمورهم، ولا
يتسلطون عليهم فيما جعل الله -جل وعلا- لهم. ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ
الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ
أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾
[الممتحنة:8]، وما جاء عن أسماء، لَمَّا جاءت أمها وهي كافرة، قالت: إنَّ أمي تأتي
وهي راغبة، يعني: في البر والصلة، أفَأَصِلُ أُمِّي؟ قالَ: «نَعَمْ صِلِي
أُمَّكِ»[3]، ولم تزل الأحاديث كثيرة في تعامل النبي ﷺ مع اليهود والصحابة، وذهاب
التجارات بين المدينة والشام، وغير ذلك كثير.
{قال -رحمه الله-: (ما دليل شهادة أنَّ محمدًا رسول الله ﷺ؟
الجواب: قول الله تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ
فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ [آل عمران:164] الآية، وقوله تعالى:
﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة:128] وقوله تعالى:
﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ﴾ [المنافقون:1] وغيرها من الآيات)}.
إذًا المؤلف -رحمه الله تعالى- لَمَّا بَيَّنَ شهادة أن "لا إله إلا الله" معناها
وشروطها وأدلة ذلك؛ شرع في بيان شهادة أنَّ محمدًا رسول الله ﷺ، وهنا بَيَّنَ أصل
اعتبار هذه الشهادة قبل أن يُبين حقيقتها أو مُقتضاها، وذلك للدلالة على أنَّ هذا
الاعتبار ليس من عند أنفسنا، ولا من أهوائنا، ولا ما وصلت إليه عقولنا، وإنما شهادة
أنَّ محمدًا رسول الله باعتبار ما جاء في كتاب الله، ما جاء في كلام الله، ما أمر
الله -جلا وعلا- به على لسان رسوله من كتاب وسنة، وذلك قوله -جل وعلا-: ﴿لَقَدْ
مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ
أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ [آل عمران:164]، وقول الله -جل وعلا-: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ
رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة:128]، فوصفه الله -جل وعلا- بالرسالة،
يعني أنه رسوله، ووصفه الله -جل وعلا- بأعظم أوصاف الشفقة لأهل الإيمان، والحرص
عليهم، والرحمة لهم، مما يقتضي القيام بحقهم، وعدم خيانتهم، وصدقهم فيما جاء به،
وتكميل ما أمر الله -جل وعلا- به، من تبيين السنن، وإظهار الديانة، وتبليغها كما
أمر الله -جل وعلا-، فكانت شهادة أنَّ محمدًا رسول الله ﷺ ظاهرة في كتاب الله.
ثم إنَّ العقل داع إلى ذلك، فإنه مُبلغ عن الله -جل وعلا-، فمقتضى تبليغه عن الله
أن يشهد له بالرسالة، ولا يُتصور أن يكون في ذلك كاذبًا، فإنه لو كان كاذبًا لم يكن
لهذه الملة أن تكون بهذا الكمال والتمام وعدم الاضطراب.
ولو كان كاذبَا لَمَا كان لله -جل وعلا- الذي هو رب العالمين، وخالق الخلق أجمعين،
يدبر الأكوان، ويجري الليل والنهار، أن يجعل لبشر أن يُمضي فيهم هذه الأكذوبات،
ويَكذب على الله -جل وعلا- في حُكمه، وفي قَوله، وفي شِرعته، ثم لا يُبين الله -جل
وعلا- عن ذلك، تَعَالَى الله، وتعالى رسوله ﷺ أن يكون على الله كاذبًا، أو أن يكون
في تبليغه ناقصًا أو مُنقصًا، صلوات ربي وسلامه عليه.
فإذا كان الأمر كذلك، فإنَّ الشهادة له بالرسالة ظاهرة في الكتاب والسنة، كما قال
النبي ﷺ في حديث مسلم: «والذي نفْسُ محمدٍ بيدِهِ، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمةِ،
لا يهودِيٌّ، ولا نصرانِيٌّ، ثُمَّ يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به، إلَّا
كان من أصحابِ النارِ»[4]، وكما قلنا: إنَّ دلالة العقل على ذلك على ما تبين وسبق.
ولعل للحديث بقية -بإذن الله جل وعلا- في المجلس القادم، والله تعالى أعلم، وصلى
الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
------------------------
[1] أخرجه البخاري (16)، ومسلم (43).
[2] رواه البخاري (6632).
[3] أخرجه البخاري (2620)، ومسلم (1003).
[4] أخرجه مسلم (153).